هل من الممكن أن يكون الشرف صفة تشريحية يولد بها الانسان أو لا يولد؟ وإذا كان غشاء البكارة هو دليل شرف البنت فما هو دليل على شرف الرجل؟
– نوال السعداوي -.
عادة ما يتم الربط بين غشاء البكارة والشرف، على الرغم من محاولة الأطباء نشر الوعي حول طبيعة هذا الغشاء، الذي من الممكن ألا يتمزق حتى أثناء العلاقة الجنسية، إلا أنه ما زالت تثار حوله الكثير من علامات الاستفهام، التي تشغل الكثير من النساء، وتسبب لهن الذعر والخوف.
لذا تابع هذا المقال لتتعرف على أشهر الخرافات حول غشاء البكارة، طبيعته وأنواعه، كما سنحاول الإجابة على التساؤلات الأكثر شيوعا.
ما هو غشاء البكارة؟
هو عبارة عن حلقة مرنة ورقيقة من النسيج الضام، تتواجد في فتحة المهبل، ويحتوي غشاء البكارة في مركزه بالتحديد، على فتحة تسمح بخروج دم الحيض من خلالها إلى خارج الجسم، بالتالي لا يغلق هذا الغشاء منطقة المهبل كليا.
تُولد الإناث بغشاء البكارة، إلا أنه عادة ما ينفض الغشاء عند أول عملية اتصال جنسي كامل، وفي بعض الأحيان ينفض بسبب ممارسة بعض أنواع الرياضة العنيفة أو الحوادث المختلفة التي تتعرض لها الأنثى.
ما هي أنواع غشاء البكارة؟
- يعتبر هذا الجزء من أهم أجزاء المقال، لأنه سيساعد في تصحيح الكثير من الأقاويل المغلوطة، وسيجيب على العديد من التساؤلات التي تسبب ذعرا للفتاة، حيث أن غشاء البكارة أو النسيج الضام ليس فقط نوعا واحدا بل يختلف من امرأة لأخرى: غشاء البكارة النصف قمري: ويعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعا عند الفتيات ويكون فيه الغشاء على شكل منتصف القمر وبه فتحة تسمح بخروج دم الحيض من خلالها
- غشاء البكارة الكامل: وهنا النسيج الضام يغطي فتحة المهبل بالكامل ولا يحتوي على فتحة مركزية لخروج دم الحيض ما يسبب تجمعه علي شكل كتل في منطقة المهبل. في هذه الحالة لابد مم إجراء عملية جراحية بسيطة لإزالة الطبقة الزائدة في الغشاء حتى يعود لشكل منتصف القمر ويصبح طبيعيا
- غشاء البكارة ذو الفتحة الصغيرة: يغطي النسيج الضام فتحة المهبل بالكامل ولكنه لا يزال يحتوي على فتحة صغيرة لخروج دم الحيض
- غشاء البكارة الغربالي: ومعناه أن غشاء البكارة يحتوي على الكثير من الفتحات والتي يخرج من خلالها دم الحيض
فض غشاء البكارة
- فض غشاء البكارة بالتواصل الجنسي: خلال التواصل الجنسي الأول الكامل يتم فض غشاء البكارة بسبب عملية الإيلاج ودخول القضيب إلى منطقة المهبل، هذا الأمر قد يُسبب بعضًا من الأعراض المتمثلة في ألم وشعور غير مريح في منطقة المهبل، ونزول الدم نتيجة فض غشاء البكارة في بعض الأحيان، أو قد تنزل مادة فاتحة اللون بدلًا من الدم من منطقة الشرج وهي على الأغلب غير ملاحظة. بالطبع تختلف الأعراض ما بين النساء وفقًا لنوع غشاء البكارة الذي تملكنه، فغشاء البكارة يعتبر أمرًا مميزًا لكل فتاة، فنوعه وسمكه قادر على تغيير الأعراض المرافقة لفضه.
- طرق أخرى لفض غشاء البكارة: هناك بعض الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى فض غشاء البكارة إلى جانب التواصل الجنسي، وهي: ممارسة بعض أنواع الرياضة شديدة الجهد مثل امتطاء الخيل، أو ركوب الدراجة الهوائية.
السقوط على أدوات حادة تُمزّق غشاء البكارة وتُسبب ضررًا في منطقة المهبل.
إجراء بعض العمليات الجراحية في المنطقة.
ما هي الحالات التي لا يخرج فيها دم أثناء فض غشاء البكارة؟
كثرت الأقاويل وتعددت الشائعات حول هذا التساؤل وجميعها تقوم بوصم البنت أو الفتاة وجعلها مذنبة وهي لم تذنب وجعلها مخطئة وهي لم تخطئ لمجرد أنه عند دخول العضو الذكري إلى المهبل لأول مرة لم يتم نزول الدم والذي هو في اعتقاد البعض علامة واضحة على عذرية البنت. يجهل هؤلاء أنه توجود حالات يصعب فيها تمزق غشاء البكارة وليس للبنت ذنب في ذلك، ومن أهم هذه الحالات: – غشاء البكارة المطاطي والذي يتميز بكونه غير مغلق، إذ يأخذ شكل حلقة واسعة لا تغطي المهبل ولا تشكّل سدّادة، فيما يسمّى الغشاء المغلق تماماً البكارة الرتقاء أو الغشاء الأرتق، يتمدد الغشاء المطاطي في العلاقة الحميمة مع إيلاج العضو الذكري داخل المهبل ويعود إلى وضعه الطبيعي بعد خروجه، ما يعني أن فض البكارة يتعذر في حالات الغشاء المطاطي. الأنسجة التي تشكل الغشاء المطاطي تكون سميكة ومرنة جداً ولا تتمزق بمجرد إيلاج العضو الذكري داخل المهبل ولا حتى بإدخال أدوات صلبة فيه فيبقى سليماً على الرغم من ذلك. الحالة الوحيدة التي يمكن أن يتمزق بها غشاء البكارة المطاطي هي الولادة، إذ تؤدي الولادة الطبيعية إلى تمزق غشاء البكارة المطاطي وذلك بسبب حجم الجنين الذي يتسبب في تقطع الغشاء وانفصاله عن المهبل مع احتمالية بقاء بعض البقايا من الغشاء مرتبطة به. هناك حالات يمكن أن يبقى الغشاء المطاطي مدى الحياة، إذا لم يتم تمزيق الغشاء المطاطي جراحياً أو لم تلد السيدة ولادة طبيعية (الولادة القيصرية لا تؤثر على الغشاء) فيبقى الغشاء موجوداً ومن الممكن أن يظل موجوداً طوال حياتها.
إعادة ترميم غشاء البكارة
تميل بعض النساء إلى البحث عن طريقة تُساعدهن في رتق غشاء البكارة أو استعادته لأسباب مختلفة في كثير من الأحيان، إما تجميلية أو ترميمية للغشاء.
يتم خلال عملية رتق غشاء البكارة عادة تجميع الأجزاء المتبقية من الغشاء وخياطتها معًا مجددًا باستخدام خيوط قابلة للتحلل عند التئام الجرح، خلال العملية تتمكن المرأة من استعادة غشاء البكارة بشكله الطبيعي، وتستغرق العملية حوالي 45 دقيقة تقريبًا.
تجدر الإشارة إلى أن القيام بهذه العملية يجب أن يتبعه ستة أسابيع قبل أي تواصل جنسي، وهي الفترة اللازمة للشفاء التام من العملية وإعادة رتق الغشاء بالكامل.
