أكتوبر 5, 2024
المركز العالمي للثقافة الجنسية
استشارة جنسية

الاغتصاب الزوجي – العنف الجنسي الغير رضائي

لاغتصاب-الزوجي-العنف-الجنسي

العنف الجنسي بين الأزواج: معاناة في الظل.

إن مفهوم العنف الجنسي أو ما يصطلح عليه بالاغتصاب الزوجي في المجتمعات العربية مصطلح حديث لم ينشأ إلا مع الانفتاح على الثقافة الغربية، حيث أن المرأة كانت تستجيب لزوجها، أحيانا دون موافقتها، اعتقادا منها أنه واجبها وكذلك جهلا بحقوقها، إذ لم تكن تجرؤ على رفض المعاشرة الزوجية في حالة كانت غير راغبة أو تحس بتعب.

الاغتصاب الزوجي ليس حصرا على المجتمعات العربية فهي ظاهرة مسكوت عنها كذلك في المجتمعات الغربية، إذ تشير الاحصائيات، مثلا في فرنسا، أن 70.000 امرأة تتعرض للاغتصاب من طرف زوجها سنويا، واغلب هاته النساء يفضلن الصمت على أن يقدمن شكوى ضد أزواجهن.

لماذا تتسامح النساء مع هذا النوع من العنف؟


لأن العنف في العلاقات جزء من ديناميكية التلاعب والسيطرة. عادةً ما يتلاعب المعتدي بالشخص الآخر بطريقة تجعله يفقد كل الثقة واحترام الذات حتى لا يعتقد أنه يستحق الأفضل. لا تزال العديد من النساء يعتقدن أنه في العلاقة، يكون الرضا الجنسي ضمنيًا وأن الاغتصاب الزوجي غير موجود. ولكن سيدتي على العكس من ذلك، من المهم تجديدي موافقتك الجنسية باستمرار ومعرفة أنه يمكن سحبها في أي وقت.

تعرّف منظمة الأمم المتحدة العنف الجنسي أي فعل عنيف مدفوع بعصبية الجنس ويترتب عنه أذى أو معاناة المرأة من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، إذ يعد الاغتصاب الزوجي من الأنواع التي يشملها العنف الجنسي.

الاغتصاب الزوجي هو الجماع الذي يتم بدون موافقة أحد الزوجين وغالبا ما تكون الزوجة، وهو يعتبر نوعا من أنواع العنف المنزلي والاعتداء الجنسي لأنه يستند على القوة الجسدية والتهديدات التي تجعل المرأة تخشى أن يؤذيها زوجها جسديا إذا لم توافق.

إلا أنه في المجتمعات العربية مازال مصطلح الاغتصاب الزوجي مصطلحا مثيرا للجدل فهناك من يعترض على هذه التسمية مشيرا لأن للرجل الحق بالاستماع بزوجته ولو كان غصبا وما على المرأة إلا الطاعة.

هل ما زلنا نستخف بهذا الشكل من أشكال العنف؟

دون شك، وثقافة الاغتصاب هي دليل مباشر على ذلك. يتغاضى المجتمع عن العنف الجنسي في إطار الزواج اتجاه النساء، لأن المرأة في المجتمعات العربية تعتبر خادمة لزوجها، ساهرة على راحته النفسية والجنسية، حتى أن عقد الزواج هو عقد نكاح، فلا حق للزوجة في أن تحس بالإرهاق أو عدم الشعور بالرغبة، يجب أن تكون رهن إشارة زوجها كلما ثارت غرائزه. هذا ما يفسر الطريقة التي يتعامل بها مع هذا النوع من الإساءة ومع النساء بشكل عام. حتى أن النظام والقضائي لا ينصف الضحايا ويتم إدانة عدد قليل جدًا من المعتدين. من الصعب على المرأة أن ترفع قضية ضد زوجها المغتصب، ومن الصعب أن تجد الشجاعة في مجتمع يحتقرها، وإن تحلت بالشجاعة فغالبًا ما تتلقى القليل من الدعم.

التبعات النفسية للاغتصاب الزوجي:

يؤكد أطباء النفس على أن للاغتصاب الزوجي تبعات نفسية على المرأة قد تلازمها طوال عمرها وأعراضها تكون كراهية الذات والنفور، الاحساس برفض تام اتجاه جسدها وكيانها بشكل عام، فتشعر كأنها ترغب في انتزاع جلدها تماما والتخلص منه وقد تفكر في الانتحار.

ومن الآثار النفسية كذلك الإحساس بالإهانة الجسدية وعدم احترام خصوصياتها، وشدة الانفعال والقلق الدائم، واضطرابات في النوم والرهبة من العلاقات الجسدية.

التبعات الجسدية

إضافة للتبعات النفسية هناك تبعات جسدية مثل: النزيف والجروح والإجهاض، وكي تتخطى هذه الأزمة، تحتاج ضحية الاغتصاب الزوجي مساندة عائلتها وأصدقائها، بالإضافة لضرورة اللجوء لطبيب نفسي مختص، والتركيز على التقدم للأمام في الحياة العملية والاجتماعية وعدم البقاء عالقة في تلك الفترة المظلمة.

كما قلنا أعلاه، للأسف تلاقي جريمة الاغتصاب الزوجي مساندة واسعة في البلدان العربية وتجاهلها قانونيا، فتزداد المعاناة بسبب غياب قنوات حماية الزوجات المعنفات ويبقين تحت سيطرة الزوج دون رحمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *